هل تشعر بالإحباط لأنك تبذل مجهودًا كبيرًا في صناعة فيديوهاتك لكنها لا تحقق المشاهدات المأمولة؟ لست وحدك، فهذا شعور مشترك بين الكثير من صناع المحتوى. قد يبدو الأمر وكأن هناك سوء تفاهم بين قناتك وبين خوارزمية يوتيوب، لكن الخبر الجيد هو أن المشكلة ليست كيانًا غامضًا أو مجرد "ضربة حظ"، بل هي مجموعة من الأخطاء البسيطة التي يمكن إصلاحها.
في هذا المقال، سنقدم لك خريطة طريق واضحة ومكونة من خطوات عملية لإصلاح علاقتك مع الخوارزمية وجعلها تعمل لصالحك. كل خطوة مصممة لحل مشكلة محددة كانت تمنع فيديوهاتك من الانتشار.
السبب الأول: قناتك مشتتة والخوارزمية لا تفهمها
أول وأكبر خطأ يقع فيه الكثيرون هو أن تكون القناة متنوعة بشكل عشوائي، مما يرسل إشارات غير واضحة لخوارزمية يوتيوب. تخيل أنك تفتح علبة شوكولاتة لتجد بداخلها تفاحة وقلمًا ومفكا! هذا بالضبط ما يحدث عندما تنشر فيديو عن الطبخ اليوم، ثم فيديو عن الألعاب غدًا، ثم فلوج لرحلة بعد غد.
هذا التشتت يجعل الخوارزمية في حيرة، فهي لا تستطيع تحديد هوية قناتك أو فهم جمهورك المستهدف. هل محبو الطبخ هم نفسهم محبو الألعاب؟ نتيجة لهذه الإشارات المتضاربة، ينتهي الأمر باليوتيوب باقتراح فيديوهاتك للجمهور الخطأ، الذي بدوره يتجاهلها، فتقل المشاهدات.
الحل: 3 خطوات لبناء هوية واضحة لقناتك
لحل هذه المشكلة، عليك التركيز على ثلاث خطوات بسيطة ومباشرة ستجعل الخوارزمية تفهم قناتك وتقترحها للجمهور المناسب:
1. استهدف جمهورًا محددًا
يجب أن تعرف تمامًا من هو الجمهور الذي تخاطبه. تذكر دائمًا المقولة: "من يحاول أن يصل إلى الجميع، ينتهي به المطاف بعدم الوصول إلى أي أحد". حدد فئة معينة وركز كل جهودك عليها.
2. ركز على موضوع واحد
بمجرد تحديد جمهورك، ابدأ في صناعة محتوى يتمحور حول موضوع واحد فقط يهم هذا الجمهور. هذا التخصص هو ما يبني هوية قوية وواضحة لقناتك.
3. وحّد صورة الفيديو (الصورة المصغرة)
اجعل صورك المصغرة متناسقة ومميزة، بحيث تعكس هوية قناتك ومحتواها. هذا التناسق في "التغليف" يرسل إشارات واضحة وصريحة للخوارزمية والجمهور على حد سواء.
السبب الثاني: فكرة الفيديو غامضة وغير جذابة
حتى لو كانت قناتك متخصصة، قد لا تنجح فيديوهاتك إذا كانت فكرة الفيديو نفسها عامة جدًا أو "ضبابية". المشاهد الذي يتصفح اليوتيوب بسرعة يحتاج أن يفهم في لمح البصر ما هي القيمة التي سيحصل عليها من مشاهدة الفيديو. إذا كانت الفكرة غامضة مثل رؤية شيء من خلف ستارة حمام مُشبرة، سيتجاهلها المشاهد ويكمل التصفح.
الحل: خلي فكرتك واضحة
لكي تجعل فكرتك قوية وتلفت الانتباه، يجب أن تحتوي على ثلاثة مكونات أساسية:
- التحديد: كن مثل شعاع الليزر الذي يركز على نقطة واحدة، وليس كشافًا واسعًا يضيء كل شيء بشكل باهت. على سبيل المثال، بدلاً من عنوان عام مثل "كيفية عمل مونتاج لفيديو"، استخدم عنوانًا محددًا مثل "خدعة مونتاج ستوفر عليك 5 ساعات أسبوعيًا".
- النتيجة الواضحة: قدّم وعدًا واضحًا للمشاهد بتغيير ملموس سيحصل عليه بعد مشاهدة الفيديو.
- الإلحاح: أعطِ المشاهد سببًا لمشاهدة الفيديو فورًا.
قبل تصوير أي فيديو، اسأل نفسك: هل فكرتي محددة؟ هل نتيجتها واضحة ومثيرة؟ هل هناك سبب للمشاهدة الآن؟ إذا كانت الإجابة "نعم" على كل الأسئلة، فالفكرة قوية وتستحق التصوير.
السبب الثالث: الصورة المصغرة لا تخطف الأنظار
الصورة المصغرة هي واجهة الفيديو وأول ما تقع عليه عين المشاهد. هل تعلم أن لديك ثانيتين فقط لتخطف انتباه المشاهد وتقنعه بالضغط على الفيديو أثناء تصفحه؟. إنها معركة سريعة: يا تلحق يا ما تلحقش.
الحل: تطبيق قاعدة "الوضوح والإثارة"
لتحقيق النجاح في هاتين الثانيتين، يجب أن تتبع الصورة المصغرة قاعدة بسيطة ومهمة: قاعدة الوضوح والإثارة. هذا يعني أن الصورة يجب أن تكون:
- واضحة كفاية: بحيث يفهمها المشاهد بسرعة.
- مثيرة كفاية: بحيث تثير فضوله وتدفعه للنقر.
السبب الرابع: موضوع الفيديو ليس ماهو متوقع
من أكثر المشاكل إحباطًا هي أن ينجح العنوان والصورة المصغرة في جذب المشاهد، لكنه يغادر الفيديو بعد ثوانٍ قليلة. السبب هو "عدم تطابق التوقعات"؛ أي أن ما وعدت به في الخارج (العنوان والصورة) يختلف تمامًا عما وجده في الداخل (مقدمة الفيديو).
هذه إشارة سلبية جدًا لليوتيوب، وكأنك تقول له "هذا الفيديو يخدع الناس"، فيتوقف فورًا عن اقتراحه. تجنب المقدمات الطويلة والمملة، مثل "أهلاً بكم، أنا اسمي فلان، وكنت غائبًا لأني كنت مريضًا...". هذا يجعل 50-60% من المشاهدين يغادرون فورًا.
الحل: ادخل في الموضوع مباشرة
المفتاح هو التأكيد للمشاهد من أول ثانية أنه في المكان الصحيح وأن الوعد الذي رأه في الخارج سيتحقق في الداخل. ابدأ الفيديو مباشرة بتقديم القيمة التي وعدت بها. حتى مقدمة القناة (الإنترو) قد تكون سببًا للملل، فكر في إزالتها لتجعل المشاهد يدخل في صلب الموضوع بشكل أسرع.
السبب الخامس: أنت تتحدث للبشر فقط وتتجاهل الروبوتات
هل تعلم أن يوتيوب لا يكتفي بقراءة العنوان والوصف فقط؟ بل يستخدم تقنية متقدمة "تسمع" كل كلمة تقولها في الفيديو وتحولها إلى نص مكتوب لتحليل محتواه وفهمه بشكل أعمق.
الحل: خاطب البشر والخوارزميات في نفس الوقت
أنت بحاجة للتحدث إلى جمهورين في آن واحد: البشر (جمهورك) والروبوتات (خوارزمية يوتيوب). كيف تفعل ذلك؟
- للبشر: تحدث بشكل طبيعي وجذاب حتى لا يشعروا بالملل.
- للروبوتات: قم بتضمين الكلمات المفتاحية الرئيسية التي تصف موضوع الفيديو بدقة في أول 30 ثانية من حديثك.
على سبيل المثال، بدلًا من قول "اكتشفت طريقة مذهلة غيرت كل شيء"، قل شيئًا واضحًا مثل: "اكتشفت استراتيجية نمو ضاعفت مشتركي قناة اليوتيوب في 30 يومًا". هنا، تلتقط الخوارزمية كلمات مفتاحية واضحة مثل "استراتيجية نمو"، "مشتركي يوتيوب"، وتفهم محتوى الفيديو بشكل أفضل.
خلاصة القول
إن حل مشكلة الاقتراحات ليس سرًا غامضًا، بل هو خريطة طريق واضحة يمكنك اتباعها. تذكر أن المعرفة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تبدأ بتطبيق هذه الخطوات عمليًا على قناتك لترى نتائج إيجابية.